مجاهدة النفس

مجاهدة النفس ...

خلق الانسان بفطرته عارفا بوجود الله محبا للخير ونزلت الاديان لتعلمنا كيفية العباده وتنظم أمور حياتنا .
وقد خلق الله قلبا بداخل كل انسان هذا القلب هو المحرك والدافع الأقوى لجميع تصرفاتنا الجيدة منها والسيئة فهو منبع السلوك وفيه تكون شخصية المرء ، ومن المعروف أن الصفات الشخصية للفرد يتشكل أغلبيتها فى الصغر ولكن ما لا نعرفه أن هذه الصفات قابلة للتغيير الكامل ، فبالممارسة تستطيع ان تكتسب صفة حميدة او تقلع عن صفة سيئة كما أخبرنا رسولنا الكريم .

فالله لم يُقيد الانسان بشخصيته والتى لم يكن له يد فى تكوينها ، لكنه أعطاه حرية الاختيار بين الطاعة والمعصية فما أصدق من قوله " انا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً " فان لم تكن مخيرا فى أمرك فكيف يحاسبك على ما كنت مجبرا عليه .... لن يحاسبنا الله على ما وجدنا أنفسنا عليه لكنه سيحاسبنا على سعينا لتغيير أنفسنا .

وهنا يأتى دور العقل الذى يفكر ويعى فلا يجعلك أسيرا لرغباتك ؛ النفس أمارة بالسوء فعندما تدعوك نفسك الى معصية اردعها بحكمة بألا تمهد الطريق الى المعصية ؛ فمن حيل الشيطان أنه لا يدعوك الى المعصية مباشرة لكنه يحرضك على الاقتراب منها ويذلل لك الصعاب وعندما تقترب منها فقد وصل الى مبتغاه منك فهو يعلم جيدا أن نفسك ستقوم بباقى الخطوات وتدفعك الى الوقوع فى المعصية ، لذلك يجب عليك الابتعاد عن الخطوة الاولى فهى سبيل الشيطان والسبيل الى المعصية.

مثال على ما سبق ؛ نجد بعض الطلبة فى مرحلة المراهقة يشاهدون ما ينافى الدين والحياء على أجهزة الكمبيوتر او غيرها من الوسائل ، فهم يفقدون السيطرة على انفسهم لأنهم اتخذوا الخطوة الاولى قبل ذلك بمشاهدة مطربة تغنى او لقطة من فيلم فى التلفاز .... وغيرها من المثيرات ، فاذا ما منعوا أنفسهم من هذه الخطوة لكان من السهل عليهم الابتعاد عن طريق المعصية وما يقودنا اليه هذا الطريق .
لنتخذ من سلاح الشيطان سلاحا لنحاربه به ، فعندما تأمرك نفسك بسوء فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وتذكر أن الله سيجزيك على صبرك ويغنيك بحلاله فقد قال " وبشر الصابرين " فالبشرى فى الدنيا قبل الآخرة .